0 تصويتات
في تصنيف دينية بواسطة (662ألف نقاط)
حديث ليلة النصف من شعبان هل هو صحيح

المستمع نعمان محمد من اليمن بعث يسأل ويقول: هل ورد شيء في فضل ليلة النصف من شعبان، إذ أني قد سمعت حديثًا عن رسول الله ﷺ قال: صوموا نهارها وقوموا ليلها هل هذا الحديث صحيح؟

ليس بصحيح، كل أحاديث النصف من شعبان التي وردت كلها ضعيفة غير صحيحة، ولا يجوز تخصيص شيء ... لا بقيام، ولا بصيام، وإنما يصام ثلاثة أيام من كل شهر، الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من شعبان، وغيره مستحبة، أما تخصيص النصف بصوم، أو الليلة بقيام كله ليس بصحيح، وليس فيه حديث صحيح، كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، نعم.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (662ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان

ينقسم العلماء حول الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان، إلى فريقين، فمنهم من رأى أن بعض الأحاديث الواردة عن شهر شعبان يؤخذ بها، والبعض الآخر يرى أنه لا يصح الأخذ بها أبدًا مهما كانت أسانيدها.

الرأي الأول:

أما الرأي الأول فيرى أنه لا يوجد حديث صحيح عن فضل ليلة النصف من شعبان، ويمثله ابن باز والعدوي والطريفي وغيرهم، فقد أنكروا الكثير من الأحاديث الواردة في شعبان.

ويرون أنه لم يثبت فيها صلاة معينة أو تنزل مخصوص للمولى عز وجل، بل أكدوا أنها ليلة مثل كل ليلة في العام يتنزل فيها المولى ع وجل تنزلا يليق به في الثلث الأخير من الليل.

وقال ابن باز رحمه الله إن "كل أحاديث النصف من شعبان التي وردت كلها ضعيفة غير صحيحة، ولا يجوز تخصيص شيء؛ لا بقيام، ولا بصيام، وإنما يصام ثلاثة أيام من كل شهر، الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من شعبان، وغيره مستحبة، أما تخصيص النصف بصوم، أو الليلة بقيام كله ليس بصحيح، وليس فيه حديث صحيح، كلها ضعيفة، وبعضها موضوع".

كما ذكر أبو الخطاب الكلبي الأندلسي شيخ المالكية، في كتابه "ما صح واستبان في فضائل شهر شعبان": قال أهل التعديل والتجريح: "وليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح".

وقال الشيخ العثيمين كما في "لقاء الباب المفتوح": "الصحيح أن جميع ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف لا تقوم به حجة، ومنها أشياء موضوعة".

الرأي الثاني:

وهم جمهور العلماء، إذ يرون أن الأحاديث الواردة يؤخذ بها في فضائل الأعمال وليس في الأحكام، ما لم يكن موضوعًا، إذ أن الأسانيد الضعيفة لا تعني أنها موضوعة أو مكذوبة، بل يوجد ضعف في أسانيدها لعلة ما، سواء متعلقة بالراوي أو المحدث، ولكنها تحمل في ألفاظها ومعانيها فضيلة تحث على خير ما.

وقد قال الحافظ ابن رجب البغدادي الحنبلي في كتابه "لطائف المعارف": "وفي فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث أخر متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه"، وبذلك قال حماد الانصاري في كتابه "إسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان".

وفيما يلي نعرض الأحاديث الواردة في شهر شعبان ويرى العلماء جواز العمل بها في فضائل الأعمال لا الأحكام فيما يرى آخرون عدم الأخذ بها مطلقًا، مع بيان حكمها وما قيل عنها:

 

الحديث حكمه

 "إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" رواه الطبراني والبيهقي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

"إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن" عن أبي موسى رضي الله عنه، رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

"إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر" رواه ابن ماجه والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

"في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة" حديث موضوع، ففي إسناده ابن أبي سبرة، قال عنه الإمام أحمد: كان يضع الحديث، وضعفه البوصيري وابن رجب وغيرهما.

"تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد اخرج اسمه في الموتى" حديث مرسل رواه ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة.

فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: “يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!”، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ " روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ورواه الترمذي.

 “يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ” حديث ضعيف، روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، رواه الطبراني وصححه ابن حبان.

"إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه ابن راهويه وأحمد والترمذي وابن ماجه.

“يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ” رواه الدارقطني والخطيب وابن الجوزي والديلمي.

 صحة حديث إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن

قيل عن صحة حديث "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"، أنه ضعيف رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، ولم يمانع جمهور العلماء الاحتجاج به في فضائل الأعمال، ومن ثم الأخذ به.

الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان

أجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان

قال الشيخ الشعراوي رحمه الله أن من أجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان أنه يقترن ذكرها وفضلها بليلة القدر لأنها حدث فيها تحويل القبلة إلى الكعبة، وهذا ما دل عليه قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" فقد فسر البعض أنها ليلة النصف من شعبان.

وكذلك ذكرها عطاء بن يسار فقال: "ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم".

الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان

لماذا سميت ليلة البراءة؟

قال الشيخ الشعراوي أن ليلة النصف من شعبان سميت ليلة البراءة لأن العامل قديما عندما كان يريد الأخذ من مال الزكاة، كان يمر على المسؤولين عنها ليعطيهم صك يثبت أنه أخذ من مال الزكاة، ما يعني أن "زمتهم خلصت" أو انتهت مسؤوليتهم عن هذا.

كما أوضح الشعراوي في مقطع مصور له على يوتيوب، أن ليلة النصف من شعبان سميت ليلة الرحمة رحمة برسول الله صلى اله عليه وسلم إذ كانت تتوق نفسه إلى الاتجاه إلى الكعبة.

وحول حكم تسمية ليلة النصف من شعبان بليلة البراءة، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز شرعًا تسمية ليلة النصف من شعبان بـ"ليلة البراءة" أو "الغفران" أو "القدر".

وأوضحت أن المقصود بتلك الأسماء أنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا، وموافقٌ لما ورد في السنة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ،…الحديث".

فضل ليلة النصف من شعبان

رغم أن فريق يرى أنه لم يثبت شيء عن فضل ليلة النصف من شعبان فيما ورد من صحيح الحديث، إلا أن جمهور العلماء احتجوا بالكثير مما ذكر من آثار عن هذه الليلة لتوضيح فضلها.

فقد أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها بعنوان "الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان"، أن الله تعالى "اختصَّ من هذا الشهر ليلةَ النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه".

واستكملت: "ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات".

وأوضحت أن هناك أدلة من القرآن والسنة عن فضلها "وقد ثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومَن بعدهم سلفًا وخلفًا، وعليه العمل إلى يوم الناس هذا".

ومن الأدلة من القرآن، بينت الإفتاء أن المقصود في قوله تعالى "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري وغيره.

أما الأدلة من السُّنة، فقد استندت الإفتاء إلى ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".

وكذلك ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ".

وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ".

والخلاصة: فإن آراء العلماء تختلف حول روايات الأحاديث الواردة في شهر شعبان ولم يرد حديث صحيح متفق عليه حول شهر شعبان إلا ما ورد عَنْ عائشةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قالَتْ: "لَمْ يَكُنِ النبيُّ ﷺ يَصُوم مِنْ شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّه كانَ يَصُوم شَعْبَانَ كلَّه". وفي رواية: "كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلًا". متفقٌ عليه.

وما جاء غير هذا الحديث ما بين ضعيف إلى مرسل إلى موضوع، يرى جمهور العلماء جا الأخذ بالضعيف من باب الفضائل التي تقرب العبد من ربه دون الاعتقاد بخصوصية معينة.
مرحبًا بك إلى موقع صحيح الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين
...