0 تصويتات
في تصنيف دينية بواسطة (662ألف نقاط)

خطبه عن استقبال شهر رمضان 2024

الخطبة الأولى: 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أُطيع شَكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذَ به أعاذ. أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا مزيدا. .أَمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللَّهَ" -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ،وَعَظِّمُوهُ وَاعْبُدُوهُ؛ وَاحْرِصُوا عَلَى اِغْتِنَامِ الْأَزْمِنَةِ الْفَاضِلَةِ؛ فَإِنَّها أَيَّام قَلِيْلَةٌ سَرِيْعٌ مُرُوْرُهَا، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

أَيُّهَا النَّاسُ: تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيَاليْ سِرَاعًا، والعَامُ يَطْوِيْ شُهُورَهُ تِبَاعًا، والعِبَادُ في ذَلِكَ إِلى اللهِ سَائِرُونَ، وعَمَّا قَرِيْبٍ لِأعْمَالهِم مُلاقُوْنَ، ومِنْ فَضْلِ اللهِ وكَرَمِه أَنْ اِخْتَارَ لهمْ موَاسِمَ للطَّاعّاتِ، واصْطَفَى لَيَالِيَ وأَيَّامًا؛ لِتَعْظُمَ فِيْهَا الرَّغْبَةُ،ويَزْدَادَ التَّشْمِيرُ، ويتَنَافَسَ المُتَنافِسونَ.

وقَدْ دَنَا بِنَا أَشْرَفُ الشُّهوْرِ وأزْكَاهَا، مَوْسِمٌ عَظِيْمٌ خَصَّهُ اللهُ بالتَّشْـرِيْفِ والتَّكْرِيْمِ، فبَعَثَ فِيْهِ رَسُوْلَهﷺ، وأنْزَلَ كِتَابَهُ، وفَرَضَ صِيَامَهُ، سَاعَاتُهُ مُبَارَكَةٌ، ولحَظَاتُهُ ثَمِيْنَةٌ، تَتَوالَى فِيْهِ الخيْرَاتُ، وتَعْظُمُ فِيْهِ البركات، مَوْسِمُ الإِحْسَانِ والصَّدقَةِ، وزَمَنُ المغْفِرةِ وتكْفيرِ السَّيِّئَةِ، نَهَارُه صِيَامٌ، وليْلُهُ قِيَامٌ، عَامرٌ بالصَّلاةِ والقُرْآنِ، تُفَتَّحُ فِيْهِ أبْوَابُ الجِنَانِ، وتُغَلَّقُ فِيْهِ أبْوابُ النِّيْرَانِ، وتُصفَّدُ فِيْهِ الشَّياطِينِ، فِيْهِ ليْلَةٌ خيْرٌ من ألْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ. رَمَضَانُ مَيْدانٌ فَسِيْحٌ للتَّسَابقِ في الطَّاعَاتِ، ومِنْحةٌ لِتَزكيةِ النُّفوسِ مِنْ الدَّرَنِ والآفَاتِ، شَهْرٌ كَرِيْمٌ تُضَاعَفُ فِيْهِ الأعْمَالُ، وتُكفَّرُ الخَطَايَا والأوْزَارُ، قَالَﷺ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ،وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ).

فِي رمَضَانَ يُؤدِّيْ المسْلِمُوْنَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وهُوْ مَظْهَرٌ عَمَلِيٌ لِعَظَمَةِ هَذَا الدِّيْنِ،وجَمْعِهِ لِكَلِمَةِ المُسْلِمِيْنَ، وفِيْهِ يَتَجَلَّى قَوْلُهُ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾.

وفِي رمَضَانَ يجْتمعُ لِلْمُسْلِمِيْنَ أصُوْلُ العِبَادَاتِ وأكْبَرُهَا؛ فالصَّلاةُ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، وصَلاةُ الرَّجلِ في الجَمَاعةِ واجِبةٌ، وتَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْـرِينَ دَرَجَةً، وحَرِيٌّ بالمسْلِمِ أنْ يسْتَعينَ بصَومِه على صَلاتِه، وأنْ يكُونَ له في اللَّيلِ أكْبرُ الحظِّ من الصَّلاةِ؛ قَالَ-عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-(مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

والزَّكَاةُ والصَّدَقَةُ طُهْرةٌ للمَال ِوبرَكةٌ فِيْهِ، وتَرْبيةٌ للنَّفسِ على العَطَاءِ والإحْسَانِ، وأَثَرُهَا ظَاهرٌ على النَّفسِ والمَالِ والوَلدِ، دَافِعةٌ للبَلاءِ، جَالِبةٌ للرَّخاءِ، وكَانَ مِنْ هَدْيِهِﷺ الجُودُ، وكَانَ أجْودَ ما يكُونُ في رمَضَانَ، فَلَهُوَ فِيْهِ أجْودُ من الرِّيْحِ المرْسَلَةِ.

والصِّيامُ أعْظَمُ شَعِيْرةٍ فِي هذا الشَّهْرِ الفَضِيلِ، يَتَزودُ المسْلِمونَ فِيْهِ من التَّقْوى؛﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثَوَابُه بِلا عَدٍّ ولا حَصْـرٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالى-فِيْ الحَدِيْثِ القُدْسِيِّ: (كُلُّ عَمَل ِابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)، وقالﷺ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).

والقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ وحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ، مَنْ قَرُبَ مِنْهُ شَرُفَ، ومَنْ أخَذَ بِه عَزَّ، تِلَاوَتُهُ أجْرٌ وهِدَايةٌ، ومُدَارَسَتُه عِلْمٌ وثَبَاتٌ، والعَمَلُ بِه حِصْنٌ وأَمَانٌ، وتَعْلِيْمُهُ والدَّعْوَةُ إِلَيْهِ اصْطِفَاءٌ، وفِي رمَضَانَ نَزَلَ القُرْآنُ، فيَتأَكْدُ الإكْثارُ منه قِراءةً وتَدبُّرًا، وتَعلُّمًا وتَعْلِيمًا، وعَمَلًا وامْتثالًا؛﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

والدَّعَاءُ عِبَادةٌ وقُربى، بِه يَصِلُ العبْدُ لِمناهُ، ويُدرِكُ مطْلُوبَه، فَكَمْ قرَّبَ مِنْ بعِيدٍ، وكَمْ يسَّـرَ مِنْ عَسِيرٍ، وكَمْ فرَّجَ من كَرْبٍ، وأرْجَى الدُّعاءِ ما كَانَ في جَوفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، وإِذَا انْكَسَـرَالعَبْدُ بَيْنَ يَديْ ربِّه أجَابَ اللهُ سُؤْلَهُ، وإِذَا جَاعَتْ النَّفسُ رَقَّ القَلْبُ وَصَفَا، ولِلصَّائمِ دعْوةٌ لا تُردُّ، قَال َالحَافِظُ ابْنُ رجَبٍ-رحِمهُ اللهُ-: "الصَّائِمُ في ليْلِه ونهَارِه في عِبَادةٍ، ويُسْتجابُ دُعَاؤُه في صِيَامِهِ وعِنْدَ فِطْرِه،فَهُوَ فِي نَهارِه صَائِمٌ صَابرٌ، وفي ليْلِهِ طَاعِمٌ شَاكِرٌ".

ولِلْعُمْرَةِ فِيْ رَمَضَانَ مَزِيَّةٌ؛ فعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.

وذِكْرُ اللهِ عِبَادةٌ عَظِيمةٌ ميْسُورةٌ، ومَنْ ذَكَر اللهَ ذَكَرَهُ، والعبْدُ إنْ لمْ يشْتَغِلْ لِسَانُه بالذِّكرِ شَغَلَه بِفُضُولِ الكَلَامِ ومَعَاصِيْهِ.

ومِنْ كَمَالِ الطَّاعَةِ: حِفْظُهَا مِنْ كُلِّ مَا يُنْقِصُهَا،قَالَ-عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وبَعْدُ أَيُّهَا المُسلِمُونَ: فَاَلْبِرُّ لا يَكُوْنُ على تَمامِه إلَّا بِمحبَّةٍ تحْدُو بصَاحِبِها إِلى الإِخْلَاصِ، وبِصدْقٍ يَبْعَثُ على حُسْنِ المُتابَعَةِ، والعَمَلُ لا يكُونُ قُرْبَةً حَتَى يَكُونَ البَاعثَ عليه الإيْمانُ،وغَايتُه ثَوابُ اللهِ ومرْضَاتُه، وإِذَا اجْتَمعَ الإيْمانُ والاحْتِسابُ تحَقَّقَ القَبُولُ والغُفْرانُ. وعَلَى الصَّائِمِ أنْ يَتَعَاهَدَ أبناءَهُ وأَهْلَه، وأنْ يَكُونَ خَيْرَ مُعِينٍ لهم عَلَى الطاعةِ، فيُرشِدُ الجَاهِل، ويُذكِّرُ الغَافِل، ويُعَوِّدُ الصِّغَارَ على الصيامِ والقيامِ والمُسابقَةِ إلى ما يُرضِي الرَّحمن للفوز بأعالي الجنان.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ،فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِوسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ ولا تعصوه وراقبوه في سركم وعلانيتكم،﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: سَتَنْقَضِـيْ الدَّنيَا بِأفرَاحِها وأحْزانِها، وتَنْتَهيْ الأعْمارُ بِطُولِها وقِصَـرِها، ويَلْقَى الجَميعُ ربَّهمْ، وحِيْنَها لا يَنْفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ إلَّا مَنْ أتَى اللهَ بقَلْبٍ سَلِيْمٍ، فاسْتقْبِلُوا شَهْرَكُمْ بِتَوبةٍ صَادِقةِ، واعْقدُوا العَزْمَ عَلَى اغْتِنَامِهِ وعِمَارةِ أوْقَاتِه بالطَّاعةِ، فَما الحَياةُ إِلا أنْفَاسٌ مَعْدُوْدَةٌ، وآجَالٌ محْدُوْدَةٌ، فَاغْتنِمَوا شَرِيَفَ الأوْقَاتِ، والمَغْبُونُ مَنْ أدْرَكَ رَمَضَانَ ولَمْ يُغْفَرْ لَهْ، قال ﷺ: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ).

ومِنْ أعْظَمِ مَا يُصْلحُ القلْبَ: كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ -تَعَالَى-، والانْطرَاحُ بيْنَ يَدَيْهِ بالدُّعاءِ، ومُلازَمَةُ القُرْآنِ العَظِيمِ، وقِيَامُ اللَّيلِ،وأَكْلُ الحَلَالِ، ومُجَالسَةُ الصَّالِحينَ.

عباد الله: أقْبِلُوا على اللهِ الكريم سبحانه، وأَقْلِعوا عن كُلِّ ذَنْب، فهَذهِ فُرْصَةُ العُمر، وما يُدْرِيك؟ فكَمْ مِنْ فُرَصٍ لا تتكرَّر؛

فأكْثِروا في شَهْرِكُم مِنَ التوبة، والحَمْدِ والشُّكْر، واشْهَدُوهُ بقُلُوبِكُمْ شُهُودَ المُوَدِّعِين، فإن أحدنا لا يدري هل هو أخر رمضان يدركه أم لا، نسأل الله أن لا يجعله أخر العهد به وأن يعيده علينا ونحن في صحة وأمن وإيمان، وأن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابًا.

هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

· اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.

· اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ،ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.

· اللَّهُمْ انْـصُـرْ جُنُوْدَنَا المُرَابِطِيْنَ، اللَّهُمْ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وانْصُرْهُمْ عَلَى القَوْمِ الظَّالِمينَ. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، واهد ضال المسلمين، وأصلح أحوالهم.

· اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

· اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل عملهم في رضاك.

· رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

"سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (662ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أُطيع شَكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذَ به أعاذ. أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا مزيدا. .أَمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللَّهَ" -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ،وَعَظِّمُوهُ وَاعْبُدُوهُ؛ وَاحْرِصُوا عَلَى اِغْتِنَامِ الْأَزْمِنَةِ الْفَاضِلَةِ؛ فَإِنَّها أَيَّام قَلِيْلَةٌ سَرِيْعٌ مُرُوْرُهَا، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

أَيُّهَا النَّاسُ: تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيَاليْ سِرَاعًا، والعَامُ يَطْوِيْ شُهُورَهُ تِبَاعًا، والعِبَادُ في ذَلِكَ إِلى اللهِ سَائِرُونَ، وعَمَّا قَرِيْبٍ لِأعْمَالهِم مُلاقُوْنَ، ومِنْ فَضْلِ اللهِ وكَرَمِه أَنْ اِخْتَارَ لهمْ موَاسِمَ للطَّاعّاتِ، واصْطَفَى لَيَالِيَ وأَيَّامًا؛ لِتَعْظُمَ فِيْهَا الرَّغْبَةُ،ويَزْدَادَ التَّشْمِيرُ، ويتَنَافَسَ المُتَنافِسونَ.

وقَدْ دَنَا بِنَا أَشْرَفُ الشُّهوْرِ وأزْكَاهَا، مَوْسِمٌ عَظِيْمٌ خَصَّهُ اللهُ بالتَّشْـرِيْفِ والتَّكْرِيْمِ، فبَعَثَ فِيْهِ رَسُوْلَهﷺ، وأنْزَلَ كِتَابَهُ، وفَرَضَ صِيَامَهُ، سَاعَاتُهُ مُبَارَكَةٌ، ولحَظَاتُهُ ثَمِيْنَةٌ، تَتَوالَى فِيْهِ الخيْرَاتُ، وتَعْظُمُ فِيْهِ البركات، مَوْسِمُ الإِحْسَانِ والصَّدقَةِ، وزَمَنُ المغْفِرةِ وتكْفيرِ السَّيِّئَةِ، نَهَارُه صِيَامٌ، وليْلُهُ قِيَامٌ، عَامرٌ بالصَّلاةِ والقُرْآنِ، تُفَتَّحُ فِيْهِ أبْوَابُ الجِنَانِ، وتُغَلَّقُ فِيْهِ أبْوابُ النِّيْرَانِ، وتُصفَّدُ فِيْهِ الشَّياطِينِ، فِيْهِ ليْلَةٌ خيْرٌ من ألْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ. رَمَضَانُ مَيْدانٌ فَسِيْحٌ للتَّسَابقِ في الطَّاعَاتِ، ومِنْحةٌ لِتَزكيةِ النُّفوسِ مِنْ الدَّرَنِ والآفَاتِ، شَهْرٌ كَرِيْمٌ تُضَاعَفُ فِيْهِ الأعْمَالُ، وتُكفَّرُ الخَطَايَا والأوْزَارُ، قَالَﷺ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ،وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ).

فِي رمَضَانَ يُؤدِّيْ المسْلِمُوْنَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وهُوْ مَظْهَرٌ عَمَلِيٌ لِعَظَمَةِ هَذَا الدِّيْنِ،وجَمْعِهِ لِكَلِمَةِ المُسْلِمِيْنَ، وفِيْهِ يَتَجَلَّى قَوْلُهُ -تَعَالَى-: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾.

وفِي رمَضَانَ يجْتمعُ لِلْمُسْلِمِيْنَ أصُوْلُ العِبَادَاتِ وأكْبَرُهَا؛ فالصَّلاةُ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، وصَلاةُ الرَّجلِ في الجَمَاعةِ واجِبةٌ، وتَفْضُلُ صَلاَةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْـرِينَ دَرَجَةً، وحَرِيٌّ بالمسْلِمِ أنْ يسْتَعينَ بصَومِه على صَلاتِه، وأنْ يكُونَ له في اللَّيلِ أكْبرُ الحظِّ من الصَّلاةِ؛ قَالَ-عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-(مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

والزَّكَاةُ والصَّدَقَةُ طُهْرةٌ للمَال ِوبرَكةٌ فِيْهِ، وتَرْبيةٌ للنَّفسِ على العَطَاءِ والإحْسَانِ، وأَثَرُهَا ظَاهرٌ على النَّفسِ والمَالِ والوَلدِ، دَافِعةٌ للبَلاءِ، جَالِبةٌ للرَّخاءِ، وكَانَ مِنْ هَدْيِهِﷺ الجُودُ، وكَانَ أجْودَ ما يكُونُ في رمَضَانَ، فَلَهُوَ فِيْهِ أجْودُ من الرِّيْحِ المرْسَلَةِ.

والصِّيامُ أعْظَمُ شَعِيْرةٍ فِي هذا الشَّهْرِ الفَضِيلِ، يَتَزودُ المسْلِمونَ فِيْهِ من التَّقْوى؛﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثَوَابُه بِلا عَدٍّ ولا حَصْـرٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالى-فِيْ الحَدِيْثِ القُدْسِيِّ: (كُلُّ عَمَل ِابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)، وقالﷺ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).

والقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ وحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ، مَنْ قَرُبَ مِنْهُ شَرُفَ، ومَنْ أخَذَ بِه عَزَّ، تِلَاوَتُهُ أجْرٌ وهِدَايةٌ، ومُدَارَسَتُه عِلْمٌ وثَبَاتٌ، والعَمَلُ بِه حِصْنٌ وأَمَانٌ، وتَعْلِيْمُهُ والدَّعْوَةُ إِلَيْهِ اصْطِفَاءٌ، وفِي رمَضَانَ نَزَلَ القُرْآنُ، فيَتأَكْدُ الإكْثارُ منه قِراءةً وتَدبُّرًا، وتَعلُّمًا وتَعْلِيمًا، وعَمَلًا وامْتثالًا؛﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

والدَّعَاءُ عِبَادةٌ وقُربى، بِه يَصِلُ العبْدُ لِمناهُ، ويُدرِكُ مطْلُوبَه، فَكَمْ قرَّبَ مِنْ بعِيدٍ، وكَمْ يسَّـرَ مِنْ عَسِيرٍ، وكَمْ فرَّجَ من كَرْبٍ، وأرْجَى الدُّعاءِ ما كَانَ في جَوفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، وإِذَا انْكَسَـرَالعَبْدُ بَيْنَ يَديْ ربِّه أجَابَ اللهُ سُؤْلَهُ، وإِذَا جَاعَتْ النَّفسُ رَقَّ القَلْبُ وَصَفَا، ولِلصَّائمِ دعْوةٌ لا تُردُّ، قَال َالحَافِظُ ابْنُ رجَبٍ-رحِمهُ اللهُ-: "الصَّائِمُ في ليْلِه ونهَارِه في عِبَادةٍ، ويُسْتجابُ دُعَاؤُه في صِيَامِهِ وعِنْدَ فِطْرِه،فَهُوَ فِي نَهارِه صَائِمٌ صَابرٌ، وفي ليْلِهِ طَاعِمٌ شَاكِرٌ".

ولِلْعُمْرَةِ فِيْ رَمَضَانَ مَزِيَّةٌ؛ فعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.

وذِكْرُ اللهِ عِبَادةٌ عَظِيمةٌ ميْسُورةٌ، ومَنْ ذَكَر اللهَ ذَكَرَهُ، والعبْدُ إنْ لمْ يشْتَغِلْ لِسَانُه بالذِّكرِ شَغَلَه بِفُضُولِ الكَلَامِ ومَعَاصِيْهِ.

ومِنْ كَمَالِ الطَّاعَةِ: حِفْظُهَا مِنْ كُلِّ مَا يُنْقِصُهَا،قَالَ-عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وبَعْدُ أَيُّهَا المُسلِمُونَ: فَاَلْبِرُّ لا يَكُوْنُ على تَمامِه إلَّا بِمحبَّةٍ تحْدُو بصَاحِبِها إِلى الإِخْلَاصِ، وبِصدْقٍ يَبْعَثُ على حُسْنِ المُتابَعَةِ، والعَمَلُ لا يكُونُ قُرْبَةً حَتَى يَكُونَ البَاعثَ عليه الإيْمانُ،وغَايتُه ثَوابُ اللهِ ومرْضَاتُه، وإِذَا اجْتَمعَ الإيْمانُ والاحْتِسابُ تحَقَّقَ القَبُولُ والغُفْرانُ. وعَلَى الصَّائِمِ أنْ يَتَعَاهَدَ أبناءَهُ وأَهْلَه، وأنْ يَكُونَ خَيْرَ مُعِينٍ لهم عَلَى الطاعةِ، فيُرشِدُ الجَاهِل، ويُذكِّرُ الغَافِل، ويُعَوِّدُ الصِّغَارَ على الصيامِ والقيامِ والمُسابقَةِ إلى ما يُرضِي الرَّحمن للفوز بأعالي الجنان.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ اَلْآَيَاتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اَلْلهَ اَلْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ،فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِوسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ ولا تعصوه وراقبوه في سركم وعلانيتكم،﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: سَتَنْقَضِـيْ الدَّنيَا بِأفرَاحِها وأحْزانِها، وتَنْتَهيْ الأعْمارُ بِطُولِها وقِصَـرِها، ويَلْقَى الجَميعُ ربَّهمْ، وحِيْنَها لا يَنْفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ إلَّا مَنْ أتَى اللهَ بقَلْبٍ سَلِيْمٍ، فاسْتقْبِلُوا شَهْرَكُمْ بِتَوبةٍ صَادِقةِ، واعْقدُوا العَزْمَ عَلَى اغْتِنَامِهِ وعِمَارةِ أوْقَاتِه بالطَّاعةِ، فَما الحَياةُ إِلا أنْفَاسٌ مَعْدُوْدَةٌ، وآجَالٌ محْدُوْدَةٌ، فَاغْتنِمَوا شَرِيَفَ الأوْقَاتِ، والمَغْبُونُ مَنْ أدْرَكَ رَمَضَانَ ولَمْ يُغْفَرْ لَهْ، قال ﷺ: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ).

ومِنْ أعْظَمِ مَا يُصْلحُ القلْبَ: كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ -تَعَالَى-، والانْطرَاحُ بيْنَ يَدَيْهِ بالدُّعاءِ، ومُلازَمَةُ القُرْآنِ العَظِيمِ، وقِيَامُ اللَّيلِ،وأَكْلُ الحَلَالِ، ومُجَالسَةُ الصَّالِحينَ.

عباد الله: أقْبِلُوا على اللهِ الكريم سبحانه، وأَقْلِعوا عن كُلِّ ذَنْب، فهَذهِ فُرْصَةُ العُمر، وما يُدْرِيك؟ فكَمْ مِنْ فُرَصٍ لا تتكرَّر؛

فأكْثِروا في شَهْرِكُم مِنَ التوبة، والحَمْدِ والشُّكْر، واشْهَدُوهُ بقُلُوبِكُمْ شُهُودَ المُوَدِّعِين، فإن أحدنا لا يدري هل هو أخر رمضان يدركه أم لا، نسأل الله أن لا يجعله أخر العهد به وأن يعيده علينا ونحن في صحة وأمن وإيمان، وأن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابًا.

هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

· اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.

· اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ،ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.

· اللَّهُمْ انْـصُـرْ جُنُوْدَنَا المُرَابِطِيْنَ، اللَّهُمْ ثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ، وسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، وانْصُرْهُمْ عَلَى القَوْمِ الظَّالِمينَ. اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، واهد ضال المسلمين، وأصلح أحوالهم.

· اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،

· اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل عملهم في رضاك.

· رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

"سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مرحبًا بك إلى موقع صحيح الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين
...