من هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
حل سؤال...من هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
من هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
من هم "اللاعنون"؟
اللام للاستغراق، وهو استغراق عرفي؛ أي: يلعنهم كُلُّ لاعنٍ، واتفقوا على أن الملائكة والأنبياء والصالحين داخلون تحت هذا العموم لا محالة، وزيادةً كل دواب الأرض؛ بل ذكر بعضهم حتى الجماد يلعنهم،كأنَّ كُلَّ مَنْ في الوجود يشترك في لعنهم، "فكما أن معلم الناس الخير يصلي الله عليه وملائكته، حتى الحوت في جوف الماء"، لسعيه في مصلحة الخلق وإصلاح أديانهم، وقربهم من رحمة الله، فجُوزي من جنس عمله، فالكاتمُ لما أنزل الله مضادٌّ لأمر الله، مشاقٌّ لله الآمر بتبيين الآيات للناس وتوضيحها، وهذا يطمسها ويُعميها، فهذا عليه هذا الوعيد الشديد"[4]، ألا ما أشدَّه من عقاب! وهو يشمل كل من يكتم ما بيَّنَه الله للناس ولو كان قليلًا لعموم اللفظ..
2384- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني مسلم بن خالد, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " أولئك يَلعنهم الله &;ويَلعنهم اللاعنون "، البهائم: الإبل والبقرُ والغنم, فتلعن عُصاةَ بني آدم إذا أجدبت الأرض.
من هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
قوله تعالى: {أُولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، بيان لجزاء بغي الكاتمين لما أنزله الله من الآيات والهدى، وهو اللعن من الله، واللعن من كل لاعن، وقد كرر اللعن لأن اللعن مختلف فإنه من الله التبعيد من الرَّحمة والسعادة ومن اللاعنين سؤاله من الله، وقد أطلق اللعن منه ومن اللاعنين وأطلق اللاعنين، وهو يدل على توجيه كل اللعن من كل لاعن إليهم والاعتبار يساعد عليه، فإن الذي يقصده لاعن بلعنه هو البعد عن السعادة، ولا سعادة بحسب الحقيقة، إلاَّ السعادة الحقيقية الدينية، وهذه السعادة لما كانت مبينة من جانب الله، مقبولة عند الفطرة، فلا يحرم عنها محروم إلاَّ بالرد والجحود، وكل هذا الحرمان إنما هو لمن علم بها وجحدها عن علم دون من لا يعلم بها ولم تبين له، وقد أخذ الميثاق على العلماء أن يبثوا علمهم وينشروا ما عندهم من الآيات والهدى، فإذا كتموه وكفوا عن بثه فقد جحدوه فأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ويشهد لما ذكرنا الآية الآتية: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار} إلى قوله {أجمعين}، الآية، فإن الظاهر أن قوله: ان للتعليل أو لتأكيد مضمون هذه الآية، بتكرار ما هو في مضمونها ومعناها وهو قوله: {الذين كفروا وماتوا وهم كفار}.