0 تصويتات
في تصنيف دينية بواسطة (662ألف نقاط)
كانت وفاة أبي طالب قبل الحصار

اشتد المرض بأبي طالب ، ولم يلبث أن وافته المَنِيَّة ( أي الموت ) ، وكانت وفاته في السنة العاشرة من النبوة ، بعد الخروج من الشِّعب ، قبل وفاة خديجة رضي

كانت وفاة أبي طالب قبل الحصار

فالمعروف أن وفاة السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كان بعد الخروج من شعب أبي طالب بأشهر، قال ابن عبد البر: فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين وخرجوا منه أول سنة خمسين من عام الفيل، وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر وتوفيت خديجة بعده بثلاث أيام، وقد قيل غير ذلك.

عــــــــــــــام الحــــــــــزن .

○○○○○○○○○○○○○○○○○○○

موت أبي طالب وأثره على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○

تكلمنا عن الأزمة الخطيرة التي عصفت بمكة عندما تجمع بنو عبد مناف لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكلمنا عن الحصار الاقتصادي البشع الذي قام به الكفار، وعن فك هذا الحصار، وخروج بني عبد مناف من الشعب في محرم من السنة العاشرة من البعثة النبوية.

بدأت السنة العاشرة بمرض أبي طالب الذي بلغ الثمانين من عمره، كما أن حصار الشعب لثلاث سنوات أكل فيها من ورق الشجر والجلود، بالإضافة إلى القلق، كل هذا أضعف من قوته ولم يتحمل، ولشدة مرضه كانوا يتوقعون له الموت في أي لحظة، وكان زعماء الكفر يخافون من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد موت أبي طالب فتعيرهم العرب بأنهم استغلوا موته لإيذاء ابن أخيه. أي: أنه كانت توجد بقايا حياء عند أهل الجاهلية؛ لذا ذهبوا إلى أبي طالب وطلبوا منه في صراحة أن ينظر لهم أي حل مع محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت، وجمعوا لذلك وفداً مهيباً من (25) رجلاً، كان منهم أبو جهل وأبو سفيان وعتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف .. وغيرهم كثير، قالوا له: يا أبا طالب ! إنك منا حيث قد علمت -أي أن لك مكانة كبيرة عندنا- وقد حضرك ما ترى، وتخوفنا عليك من الموت، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعه فخذ له منا وخذ لنا منه، ليكف عنا ونكف عنه، وليدعنا وديننا وندعه ودينه، وهذا تنازل جديد، وهو في الحقيقة عرض مغر من زعماء مكة، فقبل هذا كانوا يساومون الرسول صلى الله عليه وسلم ليترك فكرة الإسلام، وفي هذا الوقت يطلبون منه أن يظل هو وأصحابه مسلمين، ونحن سنظل على ديننا، وليس لأحد دخل بالآخر، فهؤلاء وهؤلاء سيعيشون متجاورين ولا يؤذي بعضهم بعضاً، لكن في المقابل ألا يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في معتقدات قريش، وألا ينكر عليهم منكراً، وألا يأمرهم بمعروف، وألا ينصح أحداً بتطبيق أحكام الله عز وجل على عباد الله، أي: متى ما أرادوا الصلاة فليس هناك مانع، ومتى ما أرادوا الطواف بالكعبة ليس هناك مانع، لكن ليس لهم دخل في شئون مكة الدنيوية، بل يفصلون دينهم عن دنيا مكة.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم للتو خارجاً من الحصار الرهيب الذي امتد ثلاث سنين، والمسلمون وبنو عبد مناف منهكون، وأبو طالب سوف يموت، ونصف المسلمين مهاجر إلى الحبشة، أي: أن الوضع في مجمله ضعيف، والذي يرى هذا الوضع يعتقد أن هذه فرصة كبيرة للمسلمين.

أرسل أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له في حضور المشركين: هؤلاء أشراف قومك، قد اجتمعوا لك ليعطوك وليأخذوا منك، فالرسول صلى الله عليه وسلم رد عليه وقال: (يا عم! أفلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم؟ قال أبو طالب : وإلى ما تدعوهم؟ قال: أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة واحدة تدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم). القرشيون ما كانوا يحلمون أبداً بوحدة العرب، وفوق هذا أيضاً العجم! هذا فوق حدود التخيل، أين هم من فارس والروم؟ كل هذا بكلمة؟

أبو جهل كان يظن نفسه ملكاً، والعرب كلها ستسمع كلامه، وأيضاً كسرى وقيصر، فوجد نفسه يقول: ما هي هذه الكلمة؟ اندفع في تهور كالعادة وقال: وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه)، فـأبو جهل والذين معه أُصيبوا بالذعر، أما زلت مُصراً على ما أنت عليه؟ أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ إن أمرك لعجب!

فهؤلاء الكفار عاشوا يقاتلون من أجل قضية خاسرة، لها يتعبون ويسهرون ويحزنون ويتألمون، وبعد هذا ما هي النتيجة؟ النتيجة لكل هذا التعب والسهر والكد والعرق، يقول سبحانه وتعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]هذه هي العيشة التي يعيشونها، اجتماعات ومؤتمرات ولقاءات، فهم في حذر وترقب ورعب وهلع، لا يستطيعوا أن يطمئنوا ولا أن يناموا ولا حتى أن يستمتعوا بحياتهم فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124] ومع هذا أيضاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]نسأل الله العافية.

أما الصحابة فقد قالوا هذه الكلمة، واستطاعوا فعلاً تجميع العرب تحت راية واحدة، وبعد أن انتهوا من العرب انتقلوا إلى غيرهم، فقد سقطت عروش كسرى وقيصر .. وغيرهما من ملوك الأرض بجيش لا إله إلا الله، فُتحت بقاع مهولة بلا إله إلا الله، ودخل الناس في دين الله أفواجاً بلا إله إلا الله، كل هذا حصل بلا إله إلا الله، كل هذا حصل بمنهج الإسلام، والذي لم يجعل لا إله إلا الله منهجه كان مصيره كمصير من كانوا في غزوة بدر، ذلة في الدنيا وذلة في الآخرة.

إذاً: المفاوضات فشلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والموقف ظل كما هو عليه لفترة في مكة، ثم دخل المسلمون في ابتلاء جديد، وحلقات متتابعة من الابتلاء والتمحيص، حياة كلها ابتلاء الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2].

كان أبو طالب أكثر من يساعد المسلمين، ولكيلا يظن أحد أن الدعوة معتمدة على إنسان معين مهما كان، لا بد أن هذا الإنسان يموت، وننظر ما الذي سوف يحصل للدعوة؟ سنجد أن الدعوة ستظل كما هي؛ لأنها دعوة ربنا سبحانه وتعالى، ليست مرتبطة بموت إنسان ولا بحياته مهما كان هذا الإنسان.

مات أبو طالب في السنة العاشرة من البعثة، وكان موته مأساوياً إلى أبعد درجة، ليس لأنه مات، وأنه كان ينصر الدعوة، ويحمي الرسول صلى الله عليه وسلم، لا؛ ولكن لأنه مات مشركاً كافراً، مات على غير الحق الذي طالما دافع عنه.

في لحظة موته ذهب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد أبا جهل عنده، قد سبق إليه ليتأكد أنه سيموت من غير أن يغير دينه القديم، ومن غير أن يترك هبل!

دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على أبي طالب يريد أن يدركه قبل أن يموت، فمنذ عشر سنين وهو يدعوه إلى الإسلام وهو يرفض، والرسول صلى الله عليه وسلم يعرف أنه لو مات كافراً فإن مصيره جهنم.

أبعد كل هذا الدفاع والكفاح والتعب والنصب يخلد في النار؟

قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (أي عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله)، أي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه سوف يقف يدافع عنه ويشفع له.

وكان أبو جهل في قلق لموت أبي طالب ، ولو آمن فقد تؤمن قبيلة بني هاشم، ولو حصل هذا فمن الممكن أن تؤمن مكة، فأراد أن يستخدم كل إمكانياته وطاقاته ليعيش لقضيته تماماً.

قال أبو جهل: يا أبا طالب ! أترغب عن ملة عبد المطلب ؟

كان أبو جهل يكره كل بني هاشم، وعاش عمره ينافسهم ويحاربهم، لكنه يلمس في أبي طالب التقاليد.

أما أبو طالب فقد كان حيران بين أعظم الخلق وأبلغ البشر صلى الله عليه وسلم، وبين فرعون هذه الأمة وإمام الكفر أبي جهل لعنه الله، وفي الأخير كانت النتيجة بعد التفكير، وكان القرار قبل أن يموت أنه قال: هو على ملة عبد المطلب . عبادة هبل واللات والعزى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تخيل مدى الألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحب عمه، ويرى بعينيه مدى الجهد الذي كان يقوم به، ومقدار خدمته للإسلام.

فقال صلى الله عليه وسلم في حزن شديد: (لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك)، كان يشعر أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يقول له: لا تستغفر له، ونزل قول الله عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113].

بعد كل هذا العناء الذي لقيه أبو طالب ، وبعد الحصار في الشعب، وليل نهار مع الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع منه، لكنه من أصحاب الجحيم؛ لأنه لم يقل كلمة واحدة وهي أثقل من كل أعمال بني آدم: لا إله إلا لله.

في الحقيقة أن هذا الموقف مؤثر جداً، يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا بفضله أصبحنا مسلمين، هناك الكثير من الناس الذين لا يقدرون قيمة هذه الكلمة التي يحملونها، كلمة: لا إله إلا الله.

بعد موت أبي طالب تغير الموقف تماماً في مكة، فـأبو طالب كانت له مكانة كبيرة في مكة، أيضاً وكان على دينهم، فقريش على كل الكراهية والعداء التي كانت تحمله للرسول صلى الله عليه وسلم لم تستطع فعل كل ما تريده، فقد كانت تهاب أبا طالب ، لكن الآن مات أبو طالب ، فتجرءوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب) مع كل الذي وقع قبل هذا إلا أنه يعتبره لا شيء قياساً لما وقع له بعد موت أبي طالب .

يقول عبد الله بن مسعود : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان؟ -يعني: أمعاء الناقة ذبحت الآن- فيضعه على ظهر محمد صلى الله عليه وسلم إذا سجد، فانبعث أشقى القوم عقبة بن أبي معيط لعنه الله، فجاء به فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه، يقول عبد الله بن مسعود : وأنا أنظر لا أُغني شيئاً) لاحظ الحسرة الشديدة في كلام ابن مسعود رضي الله عنه، وعبد الله بن مسعود ليس له منعة في مكة، لن يبكي عليه أحد، ولو قام يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم سيُقتل، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (فجعلوا -أي: الكفار- يضحكون ويحيل بعضهم على بعض) يعني: يميل بعضهم على بعض من شدة فرحهم بالإنجاز الكبير الذي فعلوه (ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية صغيرة -كان عمرها عشر سنوات تقريباً- فطرحته عن ظهره، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، ثم قال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش) ثلاث مرات، تفاجأت قريش، فهذه أول مرة يدعو النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، وهم يعرفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق، وأن الدعاء بمكة مقبول، ثم بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يسمي أشخاصاً يقول: (اللهم عليك بـأبي جهل وعليك بـعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط ، يقول عبد الله بن مسعود : وعد السابع فلم أحفظه)، وفي رواية أخرى أن السابع عمارة بن الوليد ، قال عبد الله بن مسعود : (فوالذي نفسي بيده! لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في قليب بدر) كل هؤلاء قُتلوا في بدر.

تطور الموقف في مكة، ففي كل يوم مشكلة، الألم بدأ يزداد برسول الله صلى الله عليه وسلم، والحزن في قلبه لا يفارقه؛ ليس لأن أبا طالب مات مشركاً، بل أيضاً لأن الكفار لم يتركوه.

موت خديجة رضي الله عنها وأثره على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○○

في هذا الجو من الأحزان والهموم يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصيبة جديدة وهم جديد (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)، تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لكل الابتلاءات التي من الممكن أن تحصل لإنسان من فقر وجوع، وضرب وتعذيب، وسخرية، وحروب وجهاد، ومن فقد للأم وللأب وللجد والعم، وفقد للأولاد وللأصحاب، وترك للديار.. كل الابتلاءات، وفي هذا الوقت مع كل الهموم التي يعيشها سيدخل في ابتلاء فقد الزوجة، السند العاطفي الجميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ماتت السيدة العظيمة الجليلة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

كانت خديجة نعمة من نعم الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير متاع الدنيا له، كانت الصدر الحنون، والرأي الحكيم، قضت عشرة طويلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دامت (25) سنة، في كل هذه السنين لم تختلف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تطلب منه شيئاً لنفسها، وعاشت تساعده بكل طاقتها، كانت كل سعادتها أن تراه سعيداً، فقد كان يتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول في حب عميق: (آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدّقتني حين كذّبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها) بعد كل هذا الارتباط الوثيق أذن الله عز وجل بالرحيل: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185]، ماتت خديجة رضي الله عنه وأرضاها.

موت الزوجة بصفة عامة مصيبة، فالرجل مسكين بغير زوجته، وكلما طالت العشرة كان الفراق أصعب، فإن كانت الزوجة صالحة كان الفراق أصعب وأصعب، فما بالك لو كانت الزوجة واحدة من أعظم نساء الأرض.

هذه من أشد المصائب التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون)، يعني: أنها لم تقارن بنساء قريش أو حتى بنساء زمنها، بل بنساء العالمين، فهذه واحدة من أعظم أربع نساء في الخلق، درجة عالية من السمو.

هذه السيدة بهذا القدر وبهذه القيمة والمكانة فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركته بعد وفاة أبي طالب بأيام، وفي روايات قبل وفاة أبي طالب بأيام، أي: أن المصيبتين كانتا في وقت قريب، وخلفتا في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً كبيراً، وكان يحتاج إلى من يسمع منه مشاكله وهمومه ويتحدث معه، كان يقول لها: قريش عملت كذا وكذا! فتقول له: لا بأس فالله معك، وربنا سوف ينصرك، أو يجد ابتسامة تخفف من أحزانه.

كل هذه الأحداث تحصل وعمره خمسون سنة، وقد وهن العظم منه، وكثرت الهموم، وتشعّبت المشاكل، فليست القضية قضية موت أبي طالب ولا السيدة خديجة ، ولا الإيذاء الذي يتعرض له من قريش.

إذا كان يحصل معه هكذا من قريش فأكيد أن المسلمين الآخرين سيحصل معهم هذا.

كما أنه كان يحمل هم المستضعفين ويشعر بهم ويخاف عليهم، ويحمل هم مشاكل المسلمين الذين كانوا في الحبشة أكثر من مائة معهم أولادهم، ولا يعلم شيئاً عن وضعهم.

هذه جميعها مشاكل وهموم جعلت ذلك العام يُطلق عليه بحق: عام الحزن.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (662ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
كانت وفاة أبي طالب قبل الحصار

فالمعروف أن وفاة السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كان بعد الخروج من شعب أبي طالب بأشهر، قال ابن عبد البر: فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين وخرجوا منه أول سنة خمسين من عام الفيل، وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر وتوفيت خديجة بعده بثلاث أيام، وقد قيل غير ذلك.
مرحبًا بك إلى موقع صحيح الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين
...