0 تصويتات
في تصنيف جميع التصنيفات بواسطة (662ألف نقاط)

من هي نرجس

من هي نرجس التي باتت في حجرة النخاس؟

(قرأت في كتب كثيرة بروايات كثيرة صحيحة أنه كان لحكيمة بنت أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) جارية ولدت في بيتها وربَّتها، وكانت تسمّى نرجس، فلما كبرت دخل أبو محمد فنظر إليها، فقالت له عمته حكيمة: أراك يا سيدي تنظر إليها، فقال (عليه السلام): «إني ما نظرت إليها متعجباً، أما أن المولود الكريم على الله يكون منها»،

نرجس، هي زوجة الحسن العسكري الإمام الحادي عشر وأم الإمام الثاني عشر والأخير للشيعة الاثني عشرية الملقب بـ محمد المهدي، الذي قيل إنهُ سيأتي «ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا» وهو الإبن الوحيد الذي خلفه الحسن العسكري حسب ما ورد في تراث الشيعة، ولذلك فأن لنرجس مكانة سامية عند الشيعة الاثني عشرية، وقيل

قصة زواج السيدة مليكة (نرجس سلام الله عليها) من الامام العسكري عليه السلام

 

السيدة نرجس سلام الله عليها هذه السيدة العظيمة التي تزداد عظمة على عظمة كونها والدة الإمام المهدي التي إختارها الله سبحانه وتعالى لتحظى بهذا الشرف الكبير والمقام العظيم ،فهي السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر "إمبراطور الروم" آنذاك وهي من سلالة الحواريين للمسيح عيسى عليه السلام عن طريق أمها وتنتسب إلى "شمعون" وصي عيسى عليهما السلام ومن ألقابها ( مليكة أو ملكة و سوسن و مريم وخاتون وصقيل وخمط ) و ولدت في "القسطنطينية" إمبراطورية الروم البيزنطية ، ويُقال إن الإمام علي الهادي عليه السلام هو من سماها بهذا الإسم ( نرجس ) أو هي التي إختارت هذا الإسم بعدما هربت من قصر والدها لكي لا يتعرف على هويتها وعليها أحد وإن إسمها الحقيقي " مليكة " وهو من الأسماء المسيحية. 

ومختصر قصتها هي إن في يوم من الأيام قرر جدها الحاكم قيصر تزويجها من إبن أخيه - وهي مازالت ابنة ثلاثة عشر سنة - لكنها كانت رافضة لفكرة الزواج وليس كمبدأ إنما لصغر سنها و عدم قبولها ذاك الشاب البليد المراد أن يزوجه بها ولو بالقوة والإكراه ، فقام بإقامة حفلة ضخمة كبيرة بمناسبة عرس الزواج في قصره و دعوة جميع القساوسة والرهبان وبلغ عددهم حوالي 300 شخص كما دعى جميع التجار و كبار رجالات الدولة وذوي الأموال الضخمة وبلغوا 700 شخص وجمع جميع وزرائه وسفرائه و قادة العساكر والجيوش وممثلين الدول الآخرى وبلغوا حوالي 4000 شخص .

وقد قام بمناسبة هذا الحفل البهيج ببناء عرش ذهبي كبير جميل أشبه بعرش بلقيس ملكة سبأ مصقع بالألماس والياقوت ومطرز بالجواهر والأحجار الكريمة النادرة ومحاطا بالصلبان الذهبية مرفوع إلى أعلى بأربعين درجة لصعوده . فما إن بدأت مراسم الحفل وجلس ابن أخيه على العرش وتقدم القسيس لعقد القران معها حتى حدثت رجفة بالأرض مفاجئة أحدثت شرخا بأبنية القصر سقطت فيها الأصلبة المرفوعة و اهتزت الأعمدة الموجودة وانهار العرش العظيم . فخر الناس صعقا من هول المشهد والمنظر و تغيرت ألوان الأساقفة و ارتعدت فرائصهم وقال كبيرهم : أعفنا عن هذا الأمر المنحوس ..

فهذه النحوس دالة على زوال الدين المسيحي و ملكك هذا . إلا إن هذا الأمر أغضب "الملك قصير" جدها فأمر بإعادة ترتيب القاعة وإقامة تنصيب الصليب وإزالة الركام والحطام ، وإحضار أخو هذا العريس المنحوس المنكوس ذو الحظ المتعثر ليزوجه بدلا عنه لسيدة نرجس . لكن حصل ما لم يتوقع بالحسبان فتكرر ما حدث في المرة الأولى من رجفة قوية أسقطت الصلبان على الأرض مرة أخرها فذهلوا القساوسة من هذه الحادثة الغريبة وقالوا له : إن الرب لا يريد أن يتحقق هذا الزواج .

فسكت قيصر ورجع إلى غرفته مغموما مهموما مما رآه لأنه كان يريد أن يتنقل الملك منه إلى أحد أبناء أخيه يتداولون الملك فيما بينهم وليس لشخص خارج العائلة المالكة ، وهي عرفت من تلك اللحظة إن الله إختارها وأرادها لمهمة كبيرة عظيمة وعملت على تهيئة نفسها لهذا الأمر الإلهي . فحلمت في نفس تلك الليلة العجيبة و رأت في عالم الرؤيا كأن المسيح يسوع وشمعون وعدة من النقباء الحواريين إجتمعوا في نفس تلك القاعة داخل قصر جدها لكن كان فيه منبر يضاهي السماء علوا و شموخا وارتفاعا من نور في الموضع الذي بنى جدها العرش فدخل في هذه اللحظات الرسول الأعظم محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وخلفه إثنى عشر إمام هم فتية من بنيه فقام إليه المسيح عليه السلام مستقبلا واعتنقه وقبله ، فقال له الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله وسلم- : يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لإبني هذا - و أومأ بيده إلى الإمام الحسن الزكي العسكري - ، فنظر المسيح إلى شمعون وقال له : قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله . فقال شمعون : قبلت . وصعد ذلك المنبر النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وخطب خطبة ثم زوج السيدة نرجس –عليها السلام – من الإمام الحادي عشر الحسن العسكري –عليه السلام – وكان الشهود هم المسيح وشمعون وبقية الإئمة الحاضرين عليهم وعلى نبينا أفضل الصوات والتحيات .

 

ومن صبيحة اليوم التالي تغيرت نرجس و انعزلت عن الجميع امتنعت عن الطعام والشراب تدعو ربها أن يهديها و يعرفها الحق ويعرفها محمد و دين محمد و بقيت حبيسة دارها على تلك الحالة الحزينة ، و أراد جدها أن يسليها فقام بإبعاث المجوهرات والهدايا الثمينة والجواري والأميرات والحشم والخدم إلا إنها تلقى بالرفض لكنها طلبت من جدها و والدها أن يحضر لها الأساتذة والمعلمين لتدريسها بقية الأديان واللغات ومنها اللغة العربية والديانة الإسلامية فرأت من بعد تلك الرؤيا بعد أربع ليال رؤية أخرى في عالم المنام : كأن بسيدة الأكوان فاطمة الزهراء بنت محمد صلوات الله عليها ومعها السيدة مريم العذراء بنت عمران عليها السلام وألف وصيفة وسيدة من أهالي الإيمان وحور الجنان فقالت مريم لها : هذه سيدة نساء العالمين وأم زوجك أبي محمد "العسكري" . فتعلقت بها وهي باكية تشكو لها وحدتها وحشتها و لوعتها و سبب إمتناع الإمام الحسن العسكري –عليه السلام – عن زيارتها ، فقالت سيدة النساء : إن إبني لا يزورك و أنت مشركة بالله و على مذهب النصارى وهذه أختي مريم تتبرأ إلى الله من دينك فإن ملت إلى رضا الله عزوجل ورضى المسيح ومريم و رضاي فإن أبي محمد "العسكري" سيزورك و لزيارة أبي محمد "العسكري" إياك قولي معي : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله . وما إن تمتمت تلك الكلمات حتى ضمتها السيدة فاطمة –سلام الله عليها – بصدرها تقبلها وتطيب نفسها وخاطرها وتخفف عنها وقالت لها : الآن توقعي زيارة أبي محمد "العسكري" إياك فإني مدفعته إليك . فقالت السيدة نرجس : واشوقاه .. واشوقاه إلى لقياه .. ! ومن بداية الليلة التالية الثانية زراها الإمام العسكري –عليه السلام – في المنام بهالة من الهيبة والجمال والجلال و كانت تخاطبه : قد جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك !! فقال لها : ما كان تأخري عنك إلا لشركك بالله و ها قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان .

ومن بعدها كان يأتيها في كل ليلة و غفوة يسليها و يواسيها يعلمها أحكام الإسلام وفرائضه حتى كانت تؤدي الفروض الخمسة سرا و كتمانا بعيدا عن أنظار والديها و حراس قصرها إلى أن جاءها الإمام العسكري –عليه السلام- في يوم من الأيام يخبرها بحدوث حرب وشيكة بين جيش المسلمين القادم من جهة و بين جيش جدها قيصر ملك ممكلة الروم و يخبرها بهزيمة جدها و زوال ملكه فأمرها بالتنكر والهروب من القصر وحدد لها الزمان والمكان حتى وقعت في أسر المسلمين بعد ملحمة دموية جرت بين المسلمين و أقوامها في مدينة يقال لها "العمورية" في الشام ، حتى انتصرت طلائع المسلمين وجاؤوا بها إلى العراق وأصبحت غنيمة لأحد زعماء العشائر العربية وحينما سألها زعيم العشيرة عن إسمها ، أجابت مهمسة بصوت عربي فصيح : نرجس ... فأنكرت إسمها مخافة أن ينكشف أمرها ويفتضح نسبها ، فقام ذلك الشيخ بعرضها للبيع في سوق الرق والعبيد والخناسين لكنها كانت تخفي نفسها خلف النساء الأسيرات الروميات و ترفض أن يمسها ويلمسها أحد من الرجال رغم كثرة الراغبين لشرائها مما رأوا فيها من عفة و حياء و جمال . وكلما يتقدم رجل لشرائها كانت ترفض حتى نفذت جميع النساء اللواتي في يد الشيخ فطلبت منه أن يضرب ستارا حائلا من قماش يحول بينها وبين أنظار وعيون الناس في سوق بغداد ، وفي هذه الأثناء قام الإمام علي الهادي –عليه السلام- في سامراء بتكليف أحد أصحابه وهو "بشر بن سليمان" بمهمة حمل الرسالة والمال وتحرير السيدة نرجس –عليها السلام- من قيود الأسر ، فقد كان بشر من أحفاد الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري" الذي إستضاف النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- في داره بالمدينة بعد الهجرة من مكة ، فقال له الإمام الهادي –عليه السلام- : يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن خلف فأنتم ثقاتنا أهل البيت وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها بسر أطلعك عليه "ثم قال" إني أئتمنك على سرا أريد الحفاظ عليه فاذهب إلى بغداد وستجد جارية عند معبر الفرات في سوق النخاسين فاشترها لي . وأعطاه صرة صفراء بـ (220) دينار و رسالة كتبها بيده الشريفة باللغة "الرومانية" موقعة بختمه المبارك ليعطيها إياها كما وصف لها تفاصيل وطبيعة المكان وشكل الفتاة وملامحها وملابسها و وشاحها الحريري ، و وصف له أيضا شكل البائع وعرفه بإسمه "عمر بن يزيد الخناس" و أنه سيقوم بصفعها فتصرخ باللغة الرومية وتصيح : واهتك ستراه !! وعند قدوم بشر للبائع طلب منه شرائها فرفضت في المرة الأولى فأهداها كتاب الإمام وقال لها : هذا الكتاب من أحد الأشراف كتبه بخط رومي يصف فيه شرفه ونسبه وحسبه وفضائله ونبائله وسخائه ونبله وكرمه وعلمه . فتناولت الكتاب وفتحته وقرأته حتى تلألأت وإغرورقت أعينها بالدموع وبكت بكاءا كثيرا ثم قامت بتقبيل الكتاب والتمسح به على جفنها و جسمها للتبرك به . و وافقت بشرائها عن طريق وكيل و رسول الإمام الهادي –عليه السلام- صاحب الكتاب ، فسأل بشر عن السعر فقال له : 220 دينار ، كما أعطاه الإمام الهادي –عليه السلام– من المال حتى أخذها بشر وأركبها بتبجيل وتجليل وإحترام ونقلها إلى سامراء وهي ضاحكة مستبشرة . ولما حلت في سر من رأى استقبلها الإمام علي الهادي –عليه السلام- فقال لها : كيف أراك الله عز الإسلام وشرف أهل بيت محمد ؟ قالت : كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني !؟ قال : إني أريد أن أكرمك فإيما أحبُ إليك ِ عشرة آلاف درهم أم بشرى لك بشرف الأبد ؟ قالت : بل بشرى . قال : فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً و غرباً يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلما و جورا . ثم نادى الإمام الهادي –عليه السلام- خادمه "كافور" وقال له : يا كافور ادع لي أختي حكيمة . ولما دخلت تعانقتا طويلا فسرت بوجودها

 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (662ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
قصة زواج السيدة مليكة (نرجس سلام الله عليها) من الامام العسكري عليه السلام

 

السيدة نرجس سلام الله عليها هذه السيدة العظيمة التي تزداد عظمة على عظمة كونها والدة الإمام المهدي التي إختارها الله سبحانه وتعالى لتحظى بهذا الشرف الكبير والمقام العظيم ،فهي السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر "إمبراطور الروم" آنذاك وهي من سلالة الحواريين للمسيح عيسى عليه السلام عن طريق أمها وتنتسب إلى "شمعون" وصي عيسى عليهما السلام ومن ألقابها ( مليكة أو ملكة و سوسن و مريم وخاتون وصقيل وخمط ) و ولدت في "القسطنطينية" إمبراطورية الروم البيزنطية ، ويُقال إن الإمام علي الهادي عليه السلام هو من سماها بهذا الإسم ( نرجس ) أو هي التي إختارت هذا الإسم بعدما هربت من قصر والدها لكي لا يتعرف على هويتها وعليها أحد وإن إسمها الحقيقي " مليكة " وهو من الأسماء المسيحية.

ومختصر قصتها هي إن في يوم من الأيام قرر جدها الحاكم قيصر تزويجها من إبن أخيه - وهي مازالت ابنة ثلاثة عشر سنة - لكنها كانت رافضة لفكرة الزواج وليس كمبدأ إنما لصغر سنها و عدم قبولها ذاك الشاب البليد المراد أن يزوجه بها ولو بالقوة والإكراه ، فقام بإقامة حفلة ضخمة كبيرة بمناسبة عرس الزواج في قصره و دعوة جميع القساوسة والرهبان وبلغ عددهم حوالي 300 شخص كما دعى جميع التجار و كبار رجالات الدولة وذوي الأموال الضخمة وبلغوا 700 شخص وجمع جميع وزرائه وسفرائه و قادة العساكر والجيوش وممثلين الدول الآخرى وبلغوا حوالي 4000 شخص .

وقد قام بمناسبة هذا الحفل البهيج ببناء عرش ذهبي كبير جميل أشبه بعرش بلقيس ملكة سبأ مصقع بالألماس والياقوت ومطرز بالجواهر والأحجار الكريمة النادرة ومحاطا بالصلبان الذهبية مرفوع إلى أعلى بأربعين درجة لصعوده . فما إن بدأت مراسم الحفل وجلس ابن أخيه على العرش وتقدم القسيس لعقد القران معها حتى حدثت رجفة بالأرض مفاجئة أحدثت شرخا بأبنية القصر سقطت فيها الأصلبة المرفوعة و اهتزت الأعمدة الموجودة وانهار العرش العظيم . فخر الناس صعقا من هول المشهد والمنظر و تغيرت ألوان الأساقفة و ارتعدت فرائصهم وقال كبيرهم : أعفنا عن هذا الأمر المنحوس ..

فهذه النحوس دالة على زوال الدين المسيحي و ملكك هذا . إلا إن هذا الأمر أغضب "الملك قصير" جدها فأمر بإعادة ترتيب القاعة وإقامة تنصيب الصليب وإزالة الركام والحطام ، وإحضار أخو هذا العريس المنحوس المنكوس ذو الحظ المتعثر ليزوجه بدلا عنه لسيدة نرجس . لكن حصل ما لم يتوقع بالحسبان فتكرر ما حدث في المرة الأولى من رجفة قوية أسقطت الصلبان على الأرض مرة أخرها فذهلوا القساوسة من هذه الحادثة الغريبة وقالوا له : إن الرب لا يريد أن يتحقق هذا الزواج .

فسكت قيصر ورجع إلى غرفته مغموما مهموما مما رآه لأنه كان يريد أن يتنقل الملك منه إلى أحد أبناء أخيه يتداولون الملك فيما بينهم وليس لشخص خارج العائلة المالكة ، وهي عرفت من تلك اللحظة إن الله إختارها وأرادها لمهمة كبيرة عظيمة وعملت على تهيئة نفسها لهذا الأمر الإلهي . فحلمت في نفس تلك الليلة العجيبة و رأت في عالم الرؤيا كأن المسيح يسوع وشمعون وعدة من النقباء الحواريين إجتمعوا في نفس تلك القاعة داخل قصر جدها لكن كان فيه منبر يضاهي السماء علوا و شموخا وارتفاعا من نور في الموضع الذي بنى جدها العرش فدخل في هذه اللحظات الرسول الأعظم محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وخلفه إثنى عشر إمام هم فتية من بنيه فقام إليه المسيح عليه السلام مستقبلا واعتنقه وقبله ، فقال له الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله وسلم- : يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لإبني هذا - و أومأ بيده إلى الإمام الحسن الزكي العسكري - ، فنظر المسيح إلى شمعون وقال له : قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله . فقال شمعون : قبلت . وصعد ذلك المنبر النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وخطب خطبة ثم زوج السيدة نرجس –عليها السلام – من الإمام الحادي عشر الحسن العسكري –عليه السلام – وكان الشهود هم المسيح وشمعون وبقية الإئمة الحاضرين عليهم وعلى نبينا أفضل الصوات والتحيات .

 

ومن صبيحة اليوم التالي تغيرت نرجس و انعزلت عن الجميع امتنعت عن الطعام والشراب تدعو ربها أن يهديها و يعرفها الحق ويعرفها محمد و دين محمد و بقيت حبيسة دارها على تلك الحالة الحزينة ، و أراد جدها أن يسليها فقام بإبعاث المجوهرات والهدايا الثمينة والجواري والأميرات والحشم والخدم إلا إنها تلقى بالرفض لكنها طلبت من جدها و والدها أن يحضر لها الأساتذة والمعلمين لتدريسها بقية الأديان واللغات ومنها اللغة العربية والديانة الإسلامية فرأت من بعد تلك الرؤيا بعد أربع ليال رؤية أخرى في عالم المنام : كأن بسيدة الأكوان فاطمة الزهراء بنت محمد صلوات الله عليها ومعها السيدة مريم العذراء بنت عمران عليها السلام وألف وصيفة وسيدة من أهالي الإيمان وحور الجنان فقالت مريم لها : هذه سيدة نساء العالمين وأم زوجك أبي محمد "العسكري" . فتعلقت بها وهي باكية تشكو لها وحدتها وحشتها و لوعتها و سبب إمتناع الإمام الحسن العسكري –عليه السلام – عن زيارتها ، فقالت سيدة النساء : إن إبني لا يزورك و أنت مشركة بالله و على مذهب النصارى وهذه أختي مريم تتبرأ إلى الله من دينك فإن ملت إلى رضا الله عزوجل ورضى المسيح ومريم و رضاي فإن أبي محمد "العسكري" سيزورك و لزيارة أبي محمد "العسكري" إياك قولي معي : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله . وما إن تمتمت تلك الكلمات حتى ضمتها السيدة فاطمة –سلام الله عليها – بصدرها تقبلها وتطيب نفسها وخاطرها وتخفف عنها وقالت لها : الآن توقعي زيارة أبي محمد "العسكري" إياك فإني مدفعته إليك . فقالت السيدة نرجس : واشوقاه .. واشوقاه إلى لقياه .. ! ومن بداية الليلة التالية الثانية زراها الإمام العسكري –عليه السلام – في المنام بهالة من الهيبة والجمال والجلال و كانت تخاطبه : قد جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك !! فقال لها : ما كان تأخري عنك إلا لشركك بالله و ها قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان .

ومن بعدها كان يأتيها في كل ليلة و غفوة يسليها و يواسيها يعلمها أحكام الإسلام وفرائضه حتى كانت تؤدي الفروض الخمسة سرا و كتمانا بعيدا عن أنظار والديها و حراس قصرها إلى أن جاءها الإمام العسكري –عليه السلام- في يوم من الأيام يخبرها بحدوث حرب وشيكة بين جيش المسلمين القادم من جهة و بين جيش جدها قيصر ملك ممكلة الروم و يخبرها بهزيمة جدها و زوال ملكه فأمرها بالتنكر والهروب من القصر وحدد لها الزمان والمكان حتى وقعت في أسر المسلمين بعد ملحمة دموية جرت بين المسلمين و أقوامها في مدينة يقال لها "العمورية" في الشام ، حتى انتصرت طلائع المسلمين وجاؤوا بها إلى العراق وأصبحت غنيمة لأحد زعماء العشائر العربية وحينما سألها زعيم العشيرة عن إسمها ، أجابت مهمسة بصوت عربي فصيح : نرجس ... فأنكرت إسمها مخافة أن ينكشف أمرها ويفتضح نسبها ، فقام ذلك الشيخ بعرضها للبيع في سوق الرق والعبيد والخناسين لكنها كانت تخفي نفسها خلف النساء الأسيرات الروميات و ترفض أن يمسها ويلمسها أحد من الرجال رغم كثرة الراغبين لشرائها مما رأوا فيها من عفة و حياء و جمال . وكلما يتقدم رجل لشرائها كانت ترفض حتى نفذت جميع النساء اللواتي في يد الشيخ فطلبت منه أن يضرب ستارا حائلا من قماش يحول بينها وبين أنظار وعيون الناس في سوق بغداد ، وفي هذه الأثناء قام الإمام علي الهادي –عليه السلام- في سامراء بتكليف أحد أصحابه وهو "بشر بن سليمان" بمهمة حمل الرسالة والمال وتحرير السيدة نرجس –عليها السلام- من قيود الأسر ، فقد كان بشر من أحفاد الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري" الذي إستضاف النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- في داره بالمدينة بعد الهجرة من مكة ، فقال له الإمام الهادي –عليه السلام- : يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن خلف فأنتم ثقاتنا أهل البيت وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها بسر أطلعك عليه "ثم قال" إني أئتمنك على سرا أريد الحفاظ عليه فاذهب إلى بغداد وستجد جارية عند معبر الفرات في سوق النخاسين فاشترها لي . وأعطاه صرة صفراء بـ (220) دينار و رسالة كتبها بيده الشريفة باللغة "الرومانية" موقعة بختمه المبارك ليعطيها إياها كما وصف لها تفاصيل وطبيعة المكان وشكل الفتاة وملامحها وملابسها و وشاحها الحريري ، و وصف له أيضا شكل البائع وعرفه بإسمه "عمر بن يزيد الخناس" و أنه سيقوم بصفعها فتصرخ باللغة الرومية وتصيح : واهتك ستراه !! وعند قدوم بشر للبائع طلب منه شرائها فرفضت في المرة الأولى فأهداها كتاب الإمام وقال لها : هذا الكتاب من أحد الأشراف كتبه بخط رومي يصف فيه شرفه ونسبه وحسبه وفضائله ونبائله وسخائه ونبله وكرمه وعلمه . فتناولت الكتاب وفتحته وقرأته حتى تلألأت وإغرورقت أعينها بالدموع وبكت بكاءا كثيرا ثم قامت بتقبيل الكتاب والتمسح به على جفنها و جسمها للتبرك به . و وافقت بشرائها عن طريق وكيل و رسول الإمام الهادي –عليه السلام- صاحب الكتاب ، فسأل بشر عن السعر فقال له : 220 دينار ، كما أعطاه الإمام الهادي –عليه السلام– من المال حتى أخذها بشر وأركبها بتبجيل وتجليل وإحترام ونقلها إلى سامراء وهي ضاحكة مستبشرة . ولما حلت في سر من رأى استقبلها الإمام علي الهادي –عليه السلام- فقال لها : كيف أراك الله عز الإسلام وشرف أهل بيت محمد ؟ قالت : كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني !؟ قال : إني أريد أن أكرمك فإيما أحبُ إليك ِ عشرة آلاف درهم أم بشرى لك بشرف الأبد ؟ قالت : بل بشرى . قال : فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً و غرباً يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلما و جورا . ثم نادى الإمام الهادي –عليه السلام- خادمه "كافور" وقال له : يا كافور ادع لي أختي حكيمة . ولما دخلت تعانقتا طويلا فسرت بوجودها

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع صحيح الحل، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين
...