من هو عمر الخيام
يحتفل غوغل في الـ 18 من مايو/أيار من كل عام، بمولد عمر الخيام، الذي ترك إرثاً غنياً في عالم الفن والعلوم الفلكية والرياضية. هذه لمحة عن حياته وأهم إنجازاته.
ولد غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام في 18 مايو/أيار عام 1048، وتوفي عام 1131 عن عمر ناهز 83 عاماً. ولُقبت عائلته باسم الخيّام، نسبة إلى عمل والده الذي عمل في تجارة الخيام.
وينحدر الخيام من مقاطعة خراسان التي كانت ضمن حدود بلاد فارس الكبرى في ذلك الوقت، لذا عُرف عنه أنه عالمٌ فارسي.
وهو معروف في العالم من خلال أبحاثه العلمية ونظريات الجبر التي توصل إليها، ورباعياته التي تُرجمت من الفارسية إلى معظم لغات العالم.
ولم يكن الخيام شاعراً فحسب، بل كان عالماً في الرياضيات وعلم الفلك واللغة والفقه والتاريخ.
باية محي الدين الفنانة الجزائرية التي تأثر بها بيكاسو واحتفل بها غوغل؟
مَن هو عمر الخيام؟
وعمر الخيام، أحد أصدقاء حسن الصبّاح وواحد من شخصيات مسلسل "الحشاشين" ذاعت شهرته بعدما قدم الشاعر أحمد رامي الترجمة العربية لرباعياته عن الفارسية في العام 1924، وقدمتها كوكب الشرق أم كلثوم في أغنيتها الشهيرة عام 1950 من ألحان رياض السنباطي.
ورغم شهرة الخيام أحد أبطال مسلسل "الحشاشين" كشاعر، إلاّ أن هناك جانبا آخر مهمًا، يعد الجانب الرئيسي المكون لشخصيته، ألا وهو جانب عالم الفلك والرياضيات ولما كانت الرياضة والفلك من العلوم الخاصة التي لا يقبل عليها إلا الخواص من العلماء فقد ذاعت شهرة “الخيام” كشاعر، وطغت علي شهرته كعالم.
رباعيات الخيام
كانت رباعيات الخيام عبارة عن مقطوعة شعرية بالفارسية، مكونة من أربعة أبيات، كان يتغنى بها في أوقات فراغه، ويقال إنها نُشرت من قبل كل من سمعها من أصدقائه وربما نُسب إليه ما لم يقله أو ربما تُرجمت المعاني من وجهات نظر مختلفة أو أضيف إليها معانٍ أخرى.
ورجّح بعض المؤرخينأن الرباعيات ليست جميعها للخيام، نظراً لأنها "تدعو إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية"، وأن "الخيام لم يكن سوى عالماً جليلاً يتمتع بأخلاق سامية".
وأثبت المستشرق الروسي زوكوفسكي أن 82 رباعية ليست للخيام، وإنه لم يبقَ إلا القليل الذي لم يُعرف له صاحب.
وعرف “الخيام” أحد أبطال مسلسل "الحشاشين" لدى علماء أوروبا واحدا من أهم فلاسفة الشرق وشعرائهم في القرن الخامس الهجري وزادت هذه النظرة عمقا بعد أن نقل الشاعر إدوارد فيتزجيرالد رباعياته للإنجليزية ومع هذا فإن عددا غير قليل من العلماء في أوروبا لم يبهره هذا الجانب في شخصية الخيام ــ جانب الشاعر ــ وعمل علي التنويه بالجانب العلمي في شخصيته.
بحسب الباحث د.رمضان متولي في دراسته عن الخيام، فإن الاهتمام به (الخيام) بدأ في أوروبا وأعماله الفلكية والرياضية حين قام العالم الهولندي جيرورد ميرمن بجهود دائبة، استطاع في نهايتها الحصول علي نسخة من “رسالة الخيام الجبر والمقابلة” ونشرها ضمن سلسلة كانت تصدر في جامعة ليدن عام 1742، وجذب بذلك اهتمام العلماء إلي أهمية هذه الرسالة وأثرها في تطور علوم الرياضيات في
جانب العلم التجريبي لدى عمر الخيام
يضيف رمضان عن الخيام أحد شخصيات مسلسل "الحشاشين": "بعد ذلك بسنوات استطاع المستشرق سيديو الحصول علي نسخة أخري ناقصة لرسالة الخيام الجبر والمقابلة، في المكتبة الملكية بباريس، وكتب حول ذلك مقالة في مجلة “آسيا الجديدة”، واستمر بحث العلماء ودأبهم حول هذه الرسالة إلي أن استطاع العالم “لبيري” العثور في نفس المكتبة السابقة ــ الملكية بباريس ــ على نسخة كاملة للرسالة، ومن صور هاتين النسختين ونسخة ليدن التي نشرها “ميرمن”، قام المستشرق “ويكة” بنشر رسالة الخيام كاملة مع ترجمتها إلي الفرنسية، وتصديرها بترجمة لحياة الخيام.
كانت هذه الترجمة ونشرها، إيذانا بتحول النظرة الأوروبية إلي الوجه الصحيح من شخصية الخيام، وكما يقول “داود قصير” أصبح الخيام بعد نشر هذه الترجمة معروفا معرفة كاملة لدي طلبة العلوم الرياضية وأساتذتها في أوروبا وأمريكا، وقد تتابع اهتمام علماء أوروبا بعد ذلك بأعمال الخيام.
ففي العام 1898 أصدر كارل بروكملن الطبعة الأولي من كتابه “تاريخ الأدب العربي”، وفيه لفت الأنظار إلي مخطوط آخر لرسالة الجبر والمقابلة في جامعة ليدن، ثم عاد في الطبعة الثانية لهذا الكتاب سنة 1943 وأشار إلي مخطوط آخر للرسالة في المكتبة الملكية بباريس، وواصل جهوده بعد ذلك في التنويه بأهمية المعادلات الرياضية التي توصل إليها الخيام في الجزء الثاني من الكتاب، وفي سنة 1925 قام دافيد سميث بإعداد دراسة تحليلية لجبر الخيام ونظرياته في الهندسة وذلك في كتابه “تاريخ الرياضيات”، وفي السنة التالية 1926 قام عالم الرياضيات “كاجوري” بدراسة نظريات الخيام الهندسية ومعادلاته الجبرية وذلك في كتابه “تاريخ الرياضة”.
تقويم "عمر" يتفوق علي التقويم الجريجوري
ولم ينته العام حتي قام عالم الرياضيات “بول” بدراسة عن الأثر الذي أحدثته معادلات الخيام والحلول التي توصل إليها في تطور علوم الرياضيات، وذلك في كتابه “تاريخ مختصر للرياضيات”، والذي صدر في لندن عام 1927.
كان جورج سارتون، أول من لفت الأنظار إلي الجانب الفلكي في شخصية الخيام حين قام بكتابة دراسة للتقويم السلطاني، الذي أعده الخيام لـ ملكشاه السلجوقي، وعقد مقارنة بين نتائج هذا التقويم والتقويم الجريجوري السائد في أوروبا، وأثبت الدقة المتناهية لتقويم الخيام وتفوقه علي التقويم الجريجوري، وسماه “تقويم عمر”، واعتبر عصر الخيام قمة تقدم المسلمين العالمي في الرياضيات، واحتلت دراساته عن الخيام صفحات طويلة من كتابه “مقدمة لتاريخ العلم”.
وفي عام 1931 قام داود قصير بإعداد بحث عن "جبر" الخيام، ونشر هذا البحث في نيويورك في نفس العام، مع ترجمة رسالته "الجبر والمقابلة" للغة الإنجليزية.
التقويم الفارسي
يرجع للخيّام الفضل في التقويم الفارسي الذي كان يُسمى جليلي، وتوصل إليه عام 1074 بعملية حسابية "أدق من التقويم الغريغوري" بحسب المؤرخ جورج سارطون.
وسمح له قربه من طبقة الحكام في نيسابور (مدينة في مقاطعة خراسان، قرب مشهد في إيران) بالتمتع بامتيازات مالية من السلطان وحياة مرفهة، مما جعله يتفرغ لإجراء بحوثه العلمية ودراساته وتنقلاته بين أكبر مراكز العلم، لتبادل التجارب والأفكار مع العلماء.
وهو الذي اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، واستخدم كلمة (Xay) للدلالة على المجهول، وتعني شيء، وأصبحت X لاحقاً رمزاً عالمياً للدلالة على المجهول في مجال الرياضيات.
الحج في مكة
كانت سنواته في أصفهان مثمرة للغاية، عندما كان السلطان يدعمه بالمال. ولكن بعد وفاته، انقلبت أرملة السلطان عليه، وتوقف الدعم عنه.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، ذهب الخيام إلى الحج في مكة. ثم عاد ثانية إلى نيسابور ليعمل في المحكمة.
تأثر برباعياته كتابٌ من الغرب مثل الكاتب الأمريكي إدوارد فيتزجيرالد، الذي ألّف كتاب الخيام.
ولم يخلُ الكتاب من العبارات الشهيرة التي لونت الأفكار الأوروبية مثل، "إبريق من النبيذ" و"رغيف الخبز" و"أنت" و"الزهرة التي انفجرت مرة واحدة إلى الأبد ". وكانت كل رباعية من رباعياته تشكل قصيدة كاملة بحد ذاتها بحسب ما كتب فيتزجيرالد في كتابه.
ومن خلال ترجمة فيتزجيرالد وآخرين لرباعياته، لم يجد أحد أي إجابة عن سبب اضطراب هذا الرجل العبقري في طرح أسئلة عن الطبيعة والواقع والأبدية وعدم الثبات أو اليقين في الحياة، وعلاقة الإنسان بالله.
وأثارت كتاباته عن الشك بوجود العناية الإلهية والآخرة، اتهامات له بالإلحاد. إلا أن سبب حيرته في الحياة والعالم الحسي المادي بقي مجهولاً.