هل يجوز نداء الضمائر في اللغة العربية
هل يجوز نداء الضمائر في اللغة العربية...!؟ وقول بعض الناس " يا هو" مناداة لله باطلة لغة وشرعًا...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سألتني الأخت إيناس يعقوب خليفة من أهلنا في الأردن عن نداء الضمائر بالعربية، ومنها "إياك".. وبعد التوكّل على الله، أقول:
أولًا: نداء الضمائر ورأي النحاة في ذلك: لا يجوز عند الجمهور نداء الضمائر، لأنّها لا تقبل تكلف الخطاب المجتلب إليها بواسطة النداء. وما جاء مسموعًا، فهو شاذّ نادر الوقوع في كلام العرب الفصحاء، أو يُخرّج على غير النداء، وللنحاة في ذلك ثلاثة أراء، وهي:
1ــ منع النحاة نداء الضمائر مطلقًا حملًا على المنع في ضمير المتكلم والغائب، لأنّهما يناقضان النداء، فلا يُقال "يا أنا، و يا إيّايَ، و يا هُوَ، و يا إيّاهُ". وهو الأصل في كل ضمير، فلا ينادى الضمير في الكلام الفصيح.. وجاء نداؤه شاذًا، ولا يقاس عليه، ومنع أكثر النحاة نداء ضمير المخاطب، والعلّة في ذلك أن النداء في حدّ ذاته خطاب، وعليه فهذا التركيب لا يصح، لأنّ الجمع بينه وبين النداء لا يحسن لأنّ أحدهما يغني عن الآخر. وقد اختار هذا الرأي أبو حيان- رحمه الله ــ وهو الراجح، وقال في تذكرته: فحقّه لا يجوز في "يا أنتما"، لأنّ الموضع موضع نصب، وأنت ضمير رفع، ولا يجوز في "إيّاك"، فبعض العرب قد جعل بعض الضمائر نائبًا عن غيره، كقولهم: "رأيتك أنت" بمعنى "رأيتك إيّاك"، فناب ضمير الرفع عن ضمير النصب، وكذلك لو قالوا:" يا أنتما" والأصل "يا إيّاك"، وقد خرّج إعرابه على: إن "يا" في "يا أنت": حرف تنبيه، وأنت: مبتدأ، وعنده هذا أولى من ادعاء نداء المضمر بصورة المرفوع، وجعله شاذًا. وقال ابن الحاجب في الإيضاح: إن نداء المضمر شاذّ، وقد قيل: إنّه على تقدير: "يا هذا أنت " و"يا هذا إيّاك أعني".
2 ــ جواز نداء الضمائر: أجاز بعض النحاة نداء الضمائر، ومنهم ابن مالك ــ رحمه الله ــ بشرط ألّا تحذف منه أداة النداء "يا"، وظاهر كلامه أنّ الضمير ينادى مطلقًا، وهو مضطرد، وأنّه لا فرق عنده بين نداء الضمير المرفوع، والضمير المنصوب، وإذا ناديتَ الضمير، فأنتَ بالخيار إن شئتَ أتيتَ به ضميرَ رفعٍ أو ضمير نصبٍ، فتقولُ "يا أنت. يا إياك". وفي كِلتا الحالتينِ، فالضميرُ مبني على ضم مُقدَّر، وهو في محلّ نصب على النداء، كما في "يا هذا، و يا هذهِ، و يا سِيبَويهِ"،لأنّه مُفَردٌ معرفة.وقول ابن مالك:"مضمر" في نظمه: وغير مندوب،